جريدة عُمان / بين أحضان الجبال الشاهقة تتوسط قرية العقر لتأخذ موقعها الفريد، والبارز بين قرى الجبل الأخضر، فهي وإن كانت صغيرة في الحجم إلا أنها تجمع بين كفتيها روعة جمال الطبيعة التي تحيط بها مع دقة بناء المنازل المتلاصقة، ذات التصميم الهندسي الفريد، فالقرية تعد من أشهر قرى ولاية الجبل الأخضر ولا تبعد كثيرا عن مركز الولاية إلا بضع دقائق، ويمكن الوصول إليها مشيا على الأقدام مما يسهل الوصول إليها للاستمتاع بجمال الطبيعة الخلاب الذي يأسر الأنفس وخاصة في أوقات الشروق والغروب.
يطل على القرية أفخم المنشآت الفندقية واستراحات الجبل الأخضر وجاء اختيار هذه المنشآت الحديثة للموقع لتطل على القرية القديمة «العقر» التي تترجم إنجازات العمارة العمانية خلال الحقب الزمنية الماضية، وتشرح اجتهاد الأجداد لتوفير سبل العيش، فهي ليست مجرد قرية كباقي القرى العمانية فمنازلها متداخلة وتصطف أحجارها بإتقان هندسي يشاد به، وكأنها شيدت بخرائط هندسية حديثة، مما جعلها محطة هامة للزوار، وبدأ أهالي القرية خلال الفترة الماضية بتأهيل العديد من المنازل الأثرية لتكون نزلا تراثية تستقبل السياح على مدار العام، كما فضل عدد منهم استثمار القرية بإنشاء الاستراحات والمقاهي التي تشد السائح للبقاء أطول مدة زمنية ممكنة في القرية.
«عمان» تجولت بين طرقات القرية لتقف على هندسة التصميم والأفكار التي وضعها الأهالي بتحويل القرية إلى نزل تراثية لاستقطاب الزوار، فالقرية تضم داخلها كنوز التلاحم المجتمعي في توفير متطلبات العيش وتترجم صعوبة البناء وتشيد بتلك الفترة، كما أن موقعها أهّلها بأن تكون ذات إطلالة على القرى الأخرى التابعة لولاية الجبل الأخضر، وهي تعتلي الأودية السحيقة مما جعلها محطة مرور للعديد من المغامرين لممارسة أنشطة التسلق والمشي والاستكشاف.
ومن خلال المرور على زقاق القرية تلمسنا من الأهالي رغبتهم بتطوير العديد من المرافق ومناشدتهم الجهات المختصة بالمبادرة في تطوير الممرات ليستمتع السياح والزوار بجمال القرية، ويعكس أهمية المحافظة على البناء العماني القديم، فما بين المنازل هنالك طرقات متهالكة وبحاجة إلى إعادة تأهيل لتكون سهلة للمشي. كما تحتاج القرية لمتحف مبسط يشرح فن العمارة ودقتها والحقب الزمنية التي عاشها الآباء والأجداد في تلك الفترة مع تطويع الحياة لتتأقلم على طبيعة المكان.
بدر الريامي أحد أهالي القرية تحدث عن مدى إعجاب السياح بطبيعة القرية والهدوء الذي يعم طرقاتها في الفترة المسائية، مما جعل عددا منهم يفضل حجز النزل التراثية في القرية ولو بتجربة سريعة لبضعة أيام. وأضاف الريامي: «جاءني سائح أجنبي ليحجز أحد النزل التراثية وطلب يومين للإقامة، وعندما استمتع بجمال المكان وروعة شروق الشمس على الجبال العالية مع الهدوء الذي يعم القرية طلب مني 13 يوما إضافيا للبقاء أكثر في النزل التراثي الذي حجزه».
وأشار إلى أن عددا من سكان وأهالي القرية فضلوا تحويل منازلهم القديمة إلى نزل وأماكن للاستراحات والمقاهي وذلك للحصول على دخل إضافي أو إيجاد وظائف مساندة للعمل على مشاريعهم الخاصة.
أما علي التوبي فقد سجل إعجابه بما تتميز به جميع قرى الجبل الأخضر من إطلالات على الأودية والمدرجات الخضراء التي يشتهر بها الجبل الأخضر. وقال «عندما تنزل الأمطار على سفوح الجبال التي تطل عليها قرية العقر فإنك تستمتع بلوحة فنية لن تراها إلا في الجبل الأخضر»، وأضاف «الشروق والغروب من أجمل ما رأيت في قرية العقر، مما جعل الأهالي يشمرون عن سواعدهم لإنشاء استراحات ومقاهٍ متنوعة تطل على القرية والقرى المجاورة من أجل الاستمتاع بالطبيعة الخلابة، كذلك هنالك العديد من المطاعم والمقاهي الشهيرة اختارت مواقع متميزة من أجل هذه الإطلالة.